نرسم الخطوط لنبني بناية جميلة .... نضع النقاط على الحروف لنشكل البيت السعيد ... نجمع العناصر المفيدة لنجعل التلاقي بين الأشقاء كنزا" ثمينا" تشرق فيه الشمس .... نلم الشمل ونزرع التآخي بين الناس لنعيش ضمن حديقة غناء يصدح فيها الطير وتزهر في ربوعها الزهور وتنشر عبقها للعالم أجمع ...
إنها الخطوط أو النقاط المضيئة لتنير الأفئدة وتنعش العقول لتبتعد عن الأنا البغيضة وعن الطمع المكروه .... لنصنع الإنسان المتحرر من كل الشوائب والقيود , المنفتح كما هي زهور البيلسان بعيدا" عن الأنانية , متعاون مع الآخر , متمنيا" الخير للجميع , كارها" الطائفية , مؤمنا" بالله العظيم , جاعلا" الدين لله والوطن للجميع شعارا" ومنهجا" ..
الإنسان الذي خلقه الله أخا" للإنسان أينما كان ... يعيش معه كما يعيش الأخ مع أخيه ضمن أسرة واحدة ..
لا تقاتل في حال التآخي .. لا بغضاء مع حياة المحبة ... يخيم الخير على الجميع .. وتغمر السعادة جميع القلوب ...
كل الشرفاء في الوطن يتمنون أن تسود تلك المفاهيم التي تجمع ولا تفرق ... كل الشرفاء يرغبون بأن تتعمق المودة بين المواطنين .
نقول كل الشرفاء وهل كل المواطنين شرفاء وبعيدين عن الجشع والانتهازية لاصطياد الفرص لتتحقق غاياتهم ولو التهموا لحوم غيرهم فأمثال هؤلاء يظهرون كالودعاء ... كالحملان ... كالأطفال الأبرياء ... وحتى يتصلب عودهم وتقوى شكيمتهم , يجمعون حولهم من ينغش بهم ويقع في خداعهم ويشكلون جميعهم كتلة" واحدة" ...
هكذا المجتمع فيه الصالح وفيه الطالح , فيه الطيب وفيه الشرير , فيه من يحمل العصا ويسوق القطيع ويوهمهم بأنه القائد الذي يضحي من أجل الجماهير والذي سيعمل لتأمين مصالحهم بينما هو يزرع السوس ليفتك بالعقول لتسهل قيادتها ولا همّ له سوى تنفيذ مآربه والوصول إلى مبتغاه .
ذلك القائد يبدأ فردا" ثم مجموعة أفراد ثم حزبا" ويعمل جاهدا" حتى يصل إلى سدة الحكم بالكلمات المعسولة والوعود والشعارات البراقة وعندما يستلم مقاليد الحكم تنضم إليه جماعات المحتالين والمرتزقة والانتهازيين والمفسدين وكبار العسكريين وفروع الأمن التي تزرع الخوف في القلوب لتسكت الجماهير عن كل سلوك خاطىء أو مرض اجتماعي أو فساد متفش بين المواطنين , يتحكم برقاب العباد ....
كما وصل هذا القائد المستبد بالطرق المخادعة سيطمع الآخرون بالوصول فتبدأ الانتفاضات أو المظاهرات أو الاحتجاجات والكثير من الانتقادات وبكل الوسائل التي تشير إلى الخطأ في مسار الحكم والممارسات ويظهر تيار جديد باسم المعارضة ويتشكل من تيارات اجتماعية أو سياسية منها ما يبنى على أساس ديني أو طائفي أو أحزاب تتقارب فيما بينها بالشعارات والأهداف أو الغايات ....
إذا كانت غاية المعارضة اصلاح الفساد والعمل للصالح العام الذي يؤدي إلى تطور البلد نحو الأفضل وبالطرق السلمية فهذه قمة الديمقراطية التي يتمناها كل الشرفاء في أي قطر عربي .
نسمع بين الحين والآخر عن حركات ضمن الدولة الواحدة ينتج عنها تقطيع شرايين الدولة حيث تبدأ بإعطاء أقاليم حكما" ذاتيا" ضمن إطار هذه الدولة ويصبح لتلك الأقاليم جيوشا" وقادة تغذيها الدول الكبرى الطامعة بالسيطرة عليها أو الاستفادة من خيراتها حيث تعطيها الاهتمام والإمداد العسكري والدعم المادي وبعده التشجيع على الانفصال عن الدولة الأم وقادة تلك الأقاليم تقول أنها تلبية لرغبة الجماهير التابعة لها يقترحون الاستفتاء ويكون كل شيء مفبرك ومخطط له من قبل الدول الداعمة للانفصال ...
كل مفكر عاقل يدرك أن فصل أي إقليم من الدولة يؤدي إلى إضعافها وكأنها عملية بتر أحد الأعضاء من جسم الإنسان وربما يتبع الانفصال التقاتل والحروب بحجة الحدود أو تقاسم الخيرات الباطنية ونكون بالانفصال السياسي والحدودي ونصل إلى المجازر الدموية والعداء القاتل ...
لو تساءلنا عن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك وحتما" تلك الأسباب لا تأتي دفعة واحدة أو نتيجة لحادثة معينة بل حصيلة عوامل عديدة تجمعت على مر السنين .
كيف تنشأ الخلافات ولماذا :
في العائلة الواحدة ينشأ اختلاف في الرأي بين الأخوة لأن طبيعة العقل البشري وطموح الفرد وأفق تفكيره تختلف بين أخ وآخر ومهما كان الاختلاف في الرأي كبيرا" يبقى الجميع أخوة وضمن أسرة واحدة مهما تمسّك أحدهم برأيه ولم يتوافق مع آراء الآخرين وينتج فقط عن ذلك أن كل منهما يشق طريقه بالعمل الذي يوافق ميوله ويبقى الاحترام والتآخي والحب سائدا" بينهما ويلازماهما جميعا" , أما في الدولة الواحدة نتيجة تباين الأفكار واختلاف الأهداف بين الحزب أو الأحزاب الحاكمة وتيارات المعارضة وهي أحزاب أو كتل نيابية أو جماعات دينية ولكل منها مؤيدين وأنصار ومدعومة من جهات خارجية تساندها وتساعدها للوصول إلى سدة الحكم بالانقلابات أو بالانفصال وبكل السبل المتاحة مثل إثارة النعرات الطائفية أو شراء الضمائر أو بالتأثير على الكتل النيابية لتشكيل القوى المضادة أو باستمالة العواطف الدينية أو بالسيطرة على القوى العسكرية أو الجهات الأمنية الأخرى وبكل السبل الايجابية والسلبية ستعمل لتحقيق أهدافها وهذه الحال في غالبية الدول العربية والإسلامية وكل هذه الصراعات ستؤدي حتما" من حيث النتيجة إلى التفكك والانفصال وتقطيع أواصل الدولة .
لو تساءلنا لو كانت الأسرة الحاكمة وأطلق عليها تشكيل أسرة حتى لو كانت حزب واحد أو عدة أحزاب أو كتل متفاهمة تخدم مصلحة الوطن والمواطن وتجعلهم متساوون في الحقوق والواجبات وتؤمن لهم كل ما يحتاجون وحسب قدرات الدولة المادية طبعا" مع التحسين الدائم لتلك القدرات بدون اللجوء لزيادة الضرائب والرسوم التي تثقل كاهل المواطنين ولا أحد من أفرادها يشعر بأنه من الدرجة الأولى والآخر من الدرجة الثانية ولا أحد فوق القانون وغيره مهضومة حقوقه أو مهمّش دوره من حيث المواطنة ولا يتخلل مجتمعاتها الفساد ونهب المال العام واستغلال السلطة , أي يشعر جميع المواطنين بأن الوطن وطنهم ولهم ما لغيرهم من الحقوق وعليهم من الواجبات وكل منهم يؤدي دوره في المجتمع باحترام ويمارس حقوقه الدينية بكل حرية وبدون مضايقات ولهم حرية التعبير ونقد الخطأ والأخذ برأيه بدون قمع وفصل الدين عن الدولة مع وجود القضاء النزيه ومحاسبة المسيئين أليس هذا كفيل باستمرار الأسرة الحاكمة بالحكم ولو تكالبت عليها كل قوى الشر من الخارج والمخربين والمتآمرين من الداخل وتصبح الدولة قوية تتحدى كل من يحاول استعمارها أو التفريق بين أبناءها ولا دعوى للانفصال أو التفريق تسمع حينها وشكرا" .
***********مغروره بس اموووره**********
__________________
الصديق كالوريد يمد القلب بالحياة